(1888-1955) هيَ كَرِيمةُ السُّلْطانِ حسين كامل ابنِ الخِديوي إسماعيل بن إبراهيم بَاشَا والِي مِصْر، ووَالِدتُها مَلَك حسن طوران . وقَدْ أفْسَحَ السُّلْطانُ حسين أمام كَرِيمتَيْهِ قدرية وسميحة أُفقَ التَّزوُّدِ مِنَ العُلومِ والفُنون، ومهَّدَ لَهُما طَرِيقَ الحُريَّةِ الصَّحِيحةِ القائِمةِ عَلى دَعائِمِ العِلْم، كَما أذِنَ لَهُما بالسَّفَرِ إلَى أوروبا في سِنٍّ مُبكِّرة؛ فأَتاحَ لَهُما فُرْصةَ التَّعرُّفِ عَلى عَوالِمَ شَتَّى مِن أَنْحاءِ المَعْمُورة. وقَدْ أَظْهرتِ الأَمِيرةُ قدرية اسْتِعدادًا كَبِيرًا للكِتابةِ العِلْميَّةِ والأَدَبيَّة، وأَخْرجَتْ طائِفةً قَيِّمةً مِنَ المُؤلَّفاتِ العَرَبيَّة، والتُّرْكيَّة، والفَرنسِيَّة؛ مِثْل: كِتابِ «طَيْف ملكي»، ومَجْموعةِ «رَسائِل أَنْقَرة المُقدَّسة»، ومِنْ أنْفَسِ مُؤلَّفاتِها كِتابُها «شَهِيرات النِّساء فِي العالَمِ الإِسْلامِي».
في ذِمَّةِ الله تِلكَ الأَنفُسُ الأَبِيَّةُ الَّتي اُسْتُشْهِدَت في مُعتَرَكِ الشَّرَفِ، تَحتَ نَقعِ المجدِ والفَخارِ؛ دِفاعًا عَن الحُرِّيَّةِ والاستِقلالِ. وفي جَنَّةِ الخُلدِ تُلاقي جَزاءَها الأَوْفَى مِن نَعيمٍ أَبَديٍّ؛ وذَلِكَ أَجرُ الشُّهَداءِ الأَبرارِ في سَبيلِ اللهِ والوَطَنِ. ورِضوانُ الله وأَبرَكُ تَحيَّاتِه عَلَى الأَرواحِ الطَّاهِرَةِ الذَّكِيَّةِ الَّتي أَوْدَت بِها أَيدي الهَمَجِيَّةِ الحَديثَة، والتَّعَصُّبِ الذَّميمِ، والاستِعمارِ الأَثيمِ.